ماشطة بنت فرعون اى التى تمشط شعر بنت فرعون
لم يحفظ التاريخ اسمها لكنه حفظ فعلها امرأة صالحة كانت تعيش هى وزوجها فى ظل ملك فرعون زوجها مقرب من فرعون وهى خادمة ومربية لبنات فرعون فمن اللع عليهما بالايمان فلم يلبث ان علم فرعون بايمان زوجها فقتله والزوجة لا تزال تعمل فى بيت فرعون تمشط بنات فرعون وتنفق على اولادها الخمسة تطعمهم كما تطهم الطير أفراخها فبينما هى تمشط ابنة فرعون يوما اذ وقع المشط من يدها فقالت باسم الله فقالت ابنة فرعون الله ابى ؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون بل الله ربى وربك ورب ابيك فتعجبت البنت ان يعبد غير ابيها ثم أخبرت أباها بذلك فعجب ان يوجد فى قصره من يهبد غيره فدعا بها وقال لها من ربك ؟ قالت ربى وربك الله فأمرها بالرجوع عن دينها وحبسها وضربها فلم ترجع عن دينها فأمر فرعون بقدر من نحاس فملئت بالزيت ثم أحمى حتى غلا وأوقفها امام القدر فلما رأت العذاب أيقنت أنما هى نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى فعلم فرعون ان أحب الناس اليها اولادها الخمسة الأيتام الذين تكدح لهم وتطعمهم فأراد ان يزيد من عذابها فأحضر الأطفال الخمسة تدور أعينهم ولا يدرون الى اين يساقون فلنا رأوا امهم تعلقوا بها يبكون فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكى وأخذت اصغرهم وضمته الى صدرها وألقمته ثديها فلما رأى فرعون هذا المنظر امر بأكبرهم فجره الجنود ودفعوه الى الزيت المغلى والغلام يصيح بأمه ويستغيث ويسترحم الجنود ويتوسل الى فرعون ويحاول الفكاك والهرب وينادى اخوته الصغار ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين وهم يصفعونه ويدفعونه وامه تنظر اليه وتودعه فما هى الا لحظات حتى ألقى الصغير فى الزيت والأم تبكى وتنظر واخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة حتى اذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت نظر اليها فرعون وامرها بالكفر بالله فأبت عليه ذلك اى رفضت فغضب فرعون وأمر بولدها الثانى وسحب من عند امه وهو يبكى ويستغيث فما هى الا لحظات ختى ألقى فى الزيت وهى تنظر اليه حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام اخيه والأم ثابتة على دينها موقنة بلقاء ربها ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب الى القدر المغلى ثم حمل وغيب فى الزيت وفعل ما فعل بأخويه والام ثابته على دينها فأمر فرعون ان يطرح الرابع فى الزيت فأقبل اليه الجنود وكان صغيرا قد تعلق بثوب امه فلما جذبه الجنود بكى وانطرح على قدمى أمه ودموعه تجرى على رجليها وهى تحاول ان تحمله مع اخيه تحاول ان تودعه وتقبله وتشمه قبل ان يفارقها فحالوا بينه وبينها وحملوه من يديه الصغيرتين وهو يبكى ويستغيث ويتوسل بكلمات غير مفهومة وهم لا يرحمونه وما هى الا لحظات حتى غرق فى الزيت المغلى وغاب الجسد وانقطع الصوت وشمة الأم رائحة اللحم وعلت عظامه صغيره بيضاء فوق الزيت يفور بها تنظر الأم الى عظامه وقد رحل عنها الى دار اخرى وهى تبكى وتتقطع لفراقه طالما ضمته الى صدرها وارضعته من ثديها طالما سهرت لسهره وبكت لبكائه كم ليلة بات فى حجرها ولهب بشعرها وكم قربت منه ألعابه وألبسته ثيابه فجاهدت نفسها ان تتجلد وتتماسك فالتفتوا اليها وتدافعوا عليها
الطفل الرضيع
وانتزعوا الخامس الر ضيع من بين يديها وكان قد التقم ثديها فلما انتزع منها صرخ الصغير وبكت المسكينة فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها أنطق الصبى فى مهده وقال يا أماه اصبرى فأنت على حق ثم انقطع صوته عنها وغيب فى القدر مع اخوته ألقى فى الزيت وفى فمه بقايا من حليبها وفى يده شعرة من شعرها وعلى اثوابه بقية من دمعها وذهب الأولاد الخمسه وها هى عظامهم يلوح بها القدر ولحمهم يفور به الزيت وتنظر المسكينة الى هذه العظام الصغيرة عظام من؟؟ انهم اولادها الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكا وسرورا انهم فلذات كبدها وعصارة قلبها الذين لما فارقوها كأن قلبها أخرج من صدرها طالما ركضوا اليها وارتموا بين يديها وضمتهم الى صدرها وألبستهم ثيابهم بيديها ومسحت دمعهم بأصابعها ثم هاهم ينتزعون من بين يديها ويقتلون امام ناظريها وتركوها وحيدة وتولوا عنها وعن قريب ستكون معهم كانت تستطيع ان تحول بينهم وبيت هذا العذاب بكلمة كفر تسمعها لفرعون لكنها علمت ان ما عند الله خير وأبقى ثم لم يبق الا هى أقبلوا اليها كالكلاب الضارية ودفعوها الى القدر فلما خملوها ليقذفوها فى الزيت نظرت الى عظام اولادها فتذكرت اجتماعها معهم فى الحياة فالتفتت الى فرعون وقالت لى اليك حاجة فصاح بها وقال ما حاجتك ؟ فقالت ان تجمع عظامى وعظام اولادى فتدفنها فى قبر واحد ثم اغمضت عينها وألقيت فى القدر واحترق جسدها وطفحت عظامها
فلله درها
ما أعظم ثباتها وأكثر ثوايها ولقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء شيئا من نعيمها فحدث به اصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقى (لما أسرى بى نرت بى رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة ؟ فقيل هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها) الله اكبر تعبت قليلا لكنها استراحت كثيرا مضت هذه المرأة المؤمنة الى خالقها وجاورت ربها ويرجى ان تكون اليوم فى جنات ونهر ومقعد صدق عند مليك مقتدر وهى اليوم احسن منها فى الدنيا حالا واكثر نعيما وجمالا وعند البخارى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لو ان امرأة من اهل الجنة اطلعت الى اهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) وروى مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال ( من دخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه وله فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ومن دخل الى الجنة نسى عذاب الدنيا ولكن لم يصا احد الى الجنة الا بمقاومة شهواته فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات فاتباع الشهوات فى اللباس والطعام والشراب والأسواق طريق الى النار قال صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) فاتبعى اليوم وتصبرى لترتاحى غدا فانه يقال لأهل الجنة يوم القيامة (( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) اما اهل النار فيقال لهم (( اذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون)) ...........................
